السبت، 9 أبريل 2016

عفيه عليه - من يومياتي

من يومياتي  
                      سالفة اليوم - عفيه عليه 
كتب : حمد الحمد
____________________________ 

في منتصف التسعينيات كنت في مع ابني في مدينة دنفر بأمريكا حيث يدرس هناك ، وفي يوم ما دخلنا في مطعم صغير يقدم أكلات عربية ، وما أن جلسنا إلا وقدم لنا شاب قد يكون في الثلاثينيتات من العمر ، وهو جرسون ذلك المطعم أو النادل ، المهم مع ورقة راح يسجل طلبنا لوجبة الغذاء ، هذا الشاب يتحدث العربية وهو عربي على ما يبدو بل ويتحدثها بلهجة خليجية بحته ، طلبنا ما نريد ، وبعد فترة انتهينا من الأكل ، وحيث أن الجو بارد جدا ناديت ذلك الشاب بعد أن دفعت قيمة الفاتورة ، وقلت له (كيف يمكننا نحصل على تاكسي للعودة حيث نسكن؟) ، ابتسم وقال (ماكو مشكلة أنا أوصلكم )، رفضت لكن الأخ أصر إلا إن يوصلنا ، وافقت وفعلا خرجت معه ومع ابني إلى وسيارته وكان لونها أحمر ومن شكل سيارات السباق موديل قديم .
     المهم في الطريق وبما انه ابيض البشرة وللهجته الخليجية قلت له ( يبدو انك فلسطيني من الذين عاشوا في الكويت من لهجتك ) ، التفت نحوي وابتسم وقال ( أنا كويتي !!) استغربت ذلك الرد وقلت له (كيف ؟) قال ( فعلا أنا كويتي جئت مع زوجتي التي تُكمل دراستها هنا كمرافق لها بعد أن أخذت أجازة من عملي ) وأكمل ( وبدلا من أجلس في الشقة انتظرها وأشاهد التلفزيون واعد الساعات قمت بشراء هذا المطعم الصغير وأنا أقوم بدور الطباخ أحيانا وبدور الجرسون ، والحمد لله الأمور ماشية ) قلت له ( كيف الأوضاع من ناحية مردود المطعم ؟) قال : ( زين بس لأننا لا نقدم مشروبات روحية فالإقبال علينا أقل ) ، أوصلنا ذلك الشاب لمقصدنا وقلت له ( شكرا وعفيه عليك والله يوفقك وما قصرت) 
  بعض الذكريات تبقى في الذاكرة نحتاج أن نُسجلها وتدل على أن الإنسان هو من يخلق حياته ويتأقلم مع الظروف ولا يندب حظه ويجلس يتمنى ويتمنى بلا طائل وهو لم يسعى ، ذكرت قصة ذلك الشاب الذي أعجبني حيث سخر جهده لعمل نافع  >

________________________
كتب حمد الحمد  في مدونته - 9 ابريل 2016  - س 6 ود 28 مساء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق