قيادة وشعب.. خطاب تاريخي لسمو ولي العهد
كتب *: حمد
الحمد
في يوم
الأربعاء الموافق 22 يونيو 2022 م ، كنت في الشاليه مع أصدقاء ، وعلمنا أن هناك
خطاب لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد أمير البلاد يلقيه سمو الشيخ مشعل الأحمد ولي
العهد حفظهما الله، واستمعت للخطاب فكان المضمون تاريخي وبعيد عن صياغة الجُمل
التقليدية .
جملة مُهمة في
الخطاب هي :( لقد قررنا مضطرين ونزولاً على رغبة الشعب واحتراماً لإرادته الاحتكام
للدستور ) ، وهذه الجملة تعني أننا جزء من الشعب وعقدنا معه الدستور ، وأننا في
سفينة واحدة وقريبين من شعبنا ، واستمعنا له .
والخطاب التاريخي رسخ وأوصل قواعد هامة وهي "
لا تنقيح أو تعطيل أو تعليق أو مساس بالدستور "، وهذه الكلمات إنما رسائل مُهمة
مُرسلة لمن يلعب في الماء العكر ، ويروج أن الاسرة عقدت عزمها على تعليق العمل بالدستور ، وكذلك رسالة لمن يروج أنه
اصبح فوق الأسرة !! .
الديمقراطية
الكويتية هي شكل من اشكال المُشاركة بالحكم وليست كالديمقراطيات الغربية، ولها
سلبيات كما لها إيجابيات ، ولكن بدون مُشاركة السلبيات والمخاطر أكثر بكثير .
نعم خطاب
تاريخي يعود به الحكم للأمة لاختيار برلمان جديد يمثلها ، واختيار رئيس جديد
يمثلها دون تدخل من أحد ، شكراً للقيادة على هذا الخطاب التاريخي الذي طمأن النفوس،
ولجم بقوة بعض من يسعون لزرع الفتن ، حيث هناك وبدون وعي أو جهل من يُطالب بتعليق
المشاركة ، والبعد عن النهج الديمقراطي كما في دول أخرى ، ولكن لا يعرف أن النهج
الديمقراطي متجذر في حياتنا تاريخياً ، ليس فقط في انتخابات مجلس الامة إنما في انتخابات
المجلس البلدي وانتخابات جمعيات النفع العام والجمعيات التعاونية والشركات والبنوك
وحتى انتخابات أتحاد الطلبة وغيرها.
والمشاركة عهد ،
و يؤكد أن أسرة الحكم آل الصباح أسرة مُختلفة ، وأنها وإن حكمت الكويت ل 400 سنة ،
وهذا ليس بالحظ أو القوة ،إنما لأنها الأقرب للشعب ، لهذا استمر حكمها لأربعة قرون
، وهذه حالة نادرة في التاريخ العربي والإسلامي ، فالدولة الأموية التي هي اقرب
لدولة الخلافة الأولى ولسمعتها في التاريخ العربي ، فهي لم تستمر لأكثر من 93 سنة
، والسبب أنها كلما قامت فُرق تُعارضها كأسرة ودولة ، حاربتها بالسيف حتى تكالب
عليها أبناء العمومة ومن يُعارضها ، وانتهت للأسف رغم ما قدمته للعرب من فتوحات
وتوسع وتاريخ يُفتخر به .
وفي هذا
السياق تذكرت هذه الحكاية البسيطة التي تحمل معنى ، حيث كان لي مُصادفة قبل عدة
سنوات لقاء مع شخص من دولة خليجية الذي راح يروي لي حكاية ، يقول : أثناء احتلال
الكويت حدث إن تعرف على شخص من أفراد أسرة الصباح ، وبمعرفته البسيطة معه قال له
ذلك الشيخ : "اذا تحررت الكويت وعدنا أتمنى أن تزورنا في بلدنا" ، يقول صاحب
الرواية ، بعد التحرير بعدة سنوات تذكرت
دعوته ، وسافرت للكويت واتصلت به ، وعندما جاء يأخذني بسيارته كنت في وضع استغراب
، فكان شخص عادي وسيارته عادية، ولم يأتي في موكب ، ولم اشعر أنه من الأسرة
الحاكمة ، إنما مواطن كويتي عادي كبقية المواطنين جاء بمفرده ،وقام بواجب الضيافة
على أكمل وجه .
وحفظ الله الكويت قيادة وشعب .
________________________
*مقال من مدونة حمد عبدالمحسن الحمد عضو رابطة الأدباء
كُتب بتاريخ 3 يوليو 2022 م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق