لماذا .. بوتشا وجه اخر للحرب ؟
في فكر فلاسفة
اليونان القدماء هناك مقولة وهي " عندما يفشل أي نظام ما بالداخل فلا مخرج له
سوى ان يشعل الحرب خارج حدوده " وهذا ما حدث في منتصف فبراير الماضي ، عندما
قرر بوتين ونظامه غزو أوكرانيا جارته المسالمة الديمقراطية الامنة ، واطلق عليها
عملية محدودة كما اعلن ، ولكن هي في الحقيقة حرب شعواء مُدمرة ، وما زالت مشتعلة الى
يومنا هذا .
تتوالى الصور
عن الدمار الرهيب الذي أصاب ميروبيل وبوتشا وضواحي كييف وغيرها من مدن ، فواجع إنسانية
اصابت البشر قبل الحجر ، قد تنتهي الحرب في يوم ما ، لكن ما حدث لن يُمحي من
الصدور .
عبر احدى
القنوات اذكر قول من سيدة اوكرانية حيث يشتعل الغضب في صدرها ضد الروس وقادتهم ،
وفي قناة ال سي ان ان ، في احد المستشفيات كان هناك حوار مع جندي اوكراني مُصاب ، سأله
المذيع هل لك أقارب يعلمون بما حدث لك قال : " لي اخت تعيش في روسيا وعندما
اخبرتها بما عمل الروس، قالت الروس لا
يعتدون الاوكرانيون هم من اعتدى " وانا استمع لذلك المشهد تأكد لي انه بالإمكان
إعادة بناء ما دمر، لكن لا يمكن إزالة ما كمن
بالصدور من غضب .
وهنا اذكر في عام 1978 م كنت في إنجلترا احضر
دورة لدراسة اللغة الإنجليزية ، وكان معي طلبة من اسبانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان
، ولاحظت ان الطلبة الاوربيون لا يتحدثون مع الطالب الألماني ولا يخالطونه ، لهذا
وجهت لهم السؤال لماذا ؟ فكانت اجابتهم " انه من جماعة هتلر " ، وهنا رغم
مرور عدة عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية ، الا ان الغضب ما زال يكمن في
صدور أجيال واجيال.
نأمل ان تنتهي
الحرب وتكون درس للعالم اجمع لخطورة الأنظمة الدكتاتورية التي لا تنتهج الديمقراطيات
، حيث يستبد بها حكام يشعلون حروب عبثية يغيرون بها وجه العالم بغمضة عين .
_____________________
من مدونة الكاتب حمد الحمد / الكويت في 8 ابريل 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق