أنا وأيام الغزو والتحرير .. مذكرات مؤجلة
كتب : حمد
الحمد
مذكرا مؤجلة
كتاب جديد يُضاف
إلى المكتبة الكويتية جاء بعنوان : "أنا وأيام الغزو والتحرير " لمؤلفه
الدكتور جمال العقيلي والصادر عن منشورات دار ذات السلاسل ب 139 صفحة من القطع
المتوسط يقول المؤلف : " جاءت فكرة توثيق مذكراتي الشخصية لجعلها متوفرة
للأجيال القادمة لمعرفة حكاية إنسان كويتي مر بتجربة صعبة أثناء الغزو العراقي على
دولة الكويت "
والكتاب مُقدم إلى الذين قدموا ارواحهم فداء
للكويت وإلى الكويتيين الصامدين الذين تمسكوا بارض الكويت ، وهناك شكر لكل الدول
والشعوب التي ساهمت بتحرير الكويت .
جمال العقيلي
كان احد الطلبة المُبتعثين في الولايات المتحدة ، وما أن سمع أن هناك دعوة من
الجيش الأمريكي لقبول متطوعين لتحرير بلاده، لبى النداء وترك دراسته واسره والتحق بقوات
التحالف .
الكتاب من
سبعة فصول أولها "صيف حافل" ويليه فصول "إلى واشنطن" و"هنا الدمام " و"إلى رفحة "
و"جاءت البشرى" والفصل السادس "العودة إلى أمريكا والفصل الأخير عنوانه
"ذاكرة الصور" .
الكتاب مُتقن
الصياغة يحكي أيام المحنة ، وكيف تصرف طالب مُبتعث عند سماع خبر احتلال وطنه
بالكامل ، وانت تقرأ ، لا تقرأ رواية من نسج الخيال ،إنما احداث حقيقية على لسان
شاب ، احداث بدون إضافات انما حقائق .
ماذا حدث لبلدكم الكويت ؟
في فصل " صيف حافل "يذكر المؤلف "
كان صيف 1990 حافلاً بالكثير من الاحداث أولها حفل التخرج بعد حصولي على شهادة
الماجستير بعلوم المكتبات ، وكنت في طريقي لإكمال مقررات الدكتوراة ، الا إن كل
المشاريع تجمدت "
وفي فصل
" ماذا حدث للكويت " يذكر المؤلف : " كنت في مكة المكرمة في يوم 2
أغسطس 1990 في احد الفنادق مع زوجتي حيث فاجأني مدير الاستقبال بسؤاله : "
ماذا حدث في بلدكم الكويت ، وهل صحيح وقوع
انقلاب عسكري ؟ " ، " لم أتمكن من الرد لأنني لا اعلم شئياً عن الامر ، صعدت إلى غرفتي واتصلت على والدي رحمه الله
مستفسراً عما حدث فأجابني بصوت يحمل كل الألم : " ما دام انتم في اقدس مكان
فعليكم بالدعاء على الظالمين الذين أحتلوا الكويت .. عليكم بالدعاء "
وفي فصل "
إلي واشنطن عدت، وتلقينا دعوة من سفارة الكويت ، وخلال اجتماع
طالبنا بفتح باب التطوع ، وبعد حين قررت التطوع وبلغت زوجتي بقراري ، وتوجهت لمركز
التطوع ، وعندما وصلنا الدمام كانت الروح المعنوية لدى المتطوعين وعددهم 300 متطوع
كويتي عالية جداً .
كتاب يُمثل روح الشباب الكويت
في الحقيقة
استمتعت بمادة الكتاب ، وبأسلوب الكاتب وسرده المبسط لأحداث طواها التاريخ ، إلا أنها
كانت أيام مؤلمة ، تفاصيل دقيقة بين ثنايا الكتاب ورحلة تطوع تضاف إلى أدبيات
مرحلة صعبة من تاريخ بلدنا ، مذكرات الدكتور جمال العقيلي الذي تفرغ بعد التقاعد
ليلملم أفكاره وهناك العديد من الصور التي تمثل " أيام الغزو والتحرير .
كتاب يستحق أن
يطلع عليه كل اجيالنا الحالية ، لمعرفة تلك الأيام التي كانت مرحلة مفصلية في
تاريخ بلدنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق