عالمي المُزعج الجميل .. التويتر !!
كتب : حمد الحمد
____________________
في عام 2009 وأنا أتصفح جريدتي في الصباح الباكر ، قرأت في مُربع صغير أن
هناك شيئا ما اسمه " تويتر "، لفت انتباهي الموضوع رغم أنني لا أعرف
معنى كلمة " تويتر " ، وما أن فرغت من قراءة الجريدة، حتى أسرعت إلى "اللاب
توب"، واقتحمت النت وبدون تردد لأفتح صفحة في ذلك "التويتر" ،
وابدأ التفاعل مع هذا الشيء الجديد والمجهول بالنسبة لي .
كان تفاعلي بشكل يومي هو أن ارقب
الأخبار وخاصة المحلية ، و"الهاش تاجات" أو ما يُطلق عليها "الوسم"
، ورحت بعد ذلك أنقل ما أكتبه في مدونتي من مقالات إلى التويتر ، ويتفاعل معي
البعض، وأتلقى ردودا بعضها ايجابي والبعض منها سلبي، ولكن بعد مسيرة ثلاث سنوات وجدت أن الأمر مُزعج
جداً، وان "التويتر" جعل مني إنسانا متوترا ، فهناك حسابات وهمية ترد
علي بأسلوب وقح، لأن الفكر الذي قدمته لا
يتوافق معها ، ومع تضخم الموقع بالإخبار المكذوبة، وجدت نفسي منزعجا بين يوم وأخر بسبب
هلوسة التويتر، لهذا قررت التوقف عن الدخول والمشاركة ليرتاح البال والمزاج ، وفعلا
حدث هذا وشعرت حينها بسعادة احسد عليها، وخرجت من ذلك العالم التويتري في عام 2012
.
لكن بعد غياب ما يُقارب من ست
سنوات نصحني صديق بالعودة، وفعلا عدت عام 2018 و وجدت الموقع نظيف جداً بعد صدور قانون الإعلام
الالكتروني وبعقوباته التي أقرت ، رغم أننا لا نؤيد بعضها والناص على الحبس، فعلاً
أصبح الموقع أكثر نظافة ، وأصبح اغلب المُغردين لُطفاء جداً، واختفت الأساليب الوقحة بالرد ، لأن كل ما يُكتب
مخالفا للقانون له عقاب، نعم عدت ورحت أتفاعل ولكن بشكل محدود وحذر .
"تويتر" من عائلة
شبكات التواصل الاجتماعي، موقع تأسس من
قبل أربعة شباب أمريكان عام 2006 ، وأحدث وغيره من تلك المواقع تغير في العالم ، ويقال
أن هذه الشبكات اكبر حدث هام في تاريخ البشرية بعد اختراع الطباعة، فقبل اختراع
الطباعة كانت المعرفة لا تصل لكل الناس ، وبعد طباعة الكتب وصلت المعرفة لفئات
اكبر ، لكن مع ظهور شبكات التواصل ومنها تويتر، جعلت الخبر والمعرفة تُنقل بسرعة البرق
للجميع ، وصار للفرد قوة اكبر فقبلها حتى يتمكن من إيصال صوته عليه أن يلجا لوسيلة
ما ، صحيفة أو قناة تلفزيونية أو غيرها وهذه أما تملكها أنظمه سياسية أو جهات
متنفذة .
لقد أصبح الإنسان الفرد بفضل تلك
الشبكات أكثر حرية، وأكثر قوة ،حيث بإمكانه خلق صحيفة بنفسه عبر مدونة، وإبداء الرأي بدون رقيب يتتبع ما يكتب ، فعلا تغير العالم بعد تأثير قوة هكذا مُنتجات
واعني مواقع التواصل ومنها الفيس بوك والتويتر والمدونات وغيرها، لقد غيرت مجرى
تاريخ الإنسانية ، وحركت ثورات في بلدان عدة ومنها الربيع العربي وأزالت حكام ، وأزالت
مؤسسات صحفية كبرى في العالم ، وقلصت نشاط شركات الإعلانات أو بعضها اختفى ، وأصبح للمؤثرين صوت بدون أن يكون هناك وسيط .
هي منتجات جديدة غيرت وجه العالم
لها سلبيات جمة كما لها ايجابيات ، لكن لا نعرف ما الذي سيقدمه المستقبل القريب
لنا من أدوات تغير وجه العالم ، كما غيرني وأزعجني ذلك الموقع المزعج الجميل
" تويتر " .
________________
*هذا
المقال نشر بمجلة الكويت عدد مايو 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق