الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

انا مع الرقابة !!

أنا مع الرقابة !!
كتب : حمد الحمد
__________
قبل فترة أرسلت كتابي عن الشاعر فهد بورسلي إلى الجهة الرقابية في الإعلام للفسح ، ولم يصلني رد بالسرعة كما توقعت، وعلمت أن هناك ملاحظات على الكتاب من الرقيب ، توجهت بعدها إلى مديرة الإدارة وطلبت منها تبرير تلك الملاحظات ،وحدث نقاش ، وبعدها تم فسح الكتاب بمعنى صالح للتداول ، نعم أنا ليس بالمُجمل مع الرقابة ولكن الرقابة واجبة ، ولكن ليس بالمطلق ، أولا لحماية الأفراد وحماية المُجتمع في بلد صغير ، لكن ما يحدث لدينا حالياً هو تعسف الرقيب في اغلب الأحيان فلا يُعقل أن يُمنع كتاب من اجل كلمة أو جُملة ، لهذا هل يُعقل مثلا أن يمنع الرقيب رواية للدكتور سليمان الشطي من اجل جُملة واحدة، وهو الإنسان الفاضل  الذي يُدرس الأجيال لسنوات طوال ولم نسمع انه خرب عقولهم ، وهل تُمنع أعمال لسعود السنعوسي أو بثينة العيسى او عبدالوهاب الحمادي وأخرين  فقط  لوجهات نظر في تلك الصفحة أو تلك ، طبعا غير معقول ، الأمر الذي يجب أن نقدره هو  أن الكويت قد تكون الوحيدة بين دول الخليج  التي بها الرقابة لاحقة وليست سابقة ، نعم الرقابة واجبة لمنع فتن اكبر وحماية الفرد لان البعض غير واعي بالقانون وليس واعي بخطورة ما يكتب ، ويذكر لي صاحب مطبعة يقول يصل لنا مواد على شكل مواد كتب من أفراد بها بلاوي  ونرفضها ولا نطبعها،  أولا حماية لأنفسنا ومصلحتنا ، و ثانيا حماية في المقام الأول لذلك الشخص المسكين غير الواعي بما يكتب  حيث  لو طبعنا مادة كتابة للحق بى أذي وغرامات لا يتصورها عقل ، الرقابة حتى في دول متقدمة لازمة فبعد الحرب العالمية الثانية  وخروج الشعوب من كوارث منعت الرقابة التحدث عن الهولوكست والهدف أن الأمر يجب أن يترك خلفنا ولنبني بلداننا بدلا من أثارة قضايا تشغلنا عن البناء .
يقول كاتب  لو أردت آن يكتسب كتابي شهرة ويمنع لدسيت بين الجُمل ما يخالف القانون ولاشتهر كتابي بسبب منعه ، وبعض الكتب الممنوعة لو تصفحها قاري و وصل لعشر صفحات لاكتشف انه لم يفهم شي .. لهذا لماذا المنع ؟.
أزمتنا في عالمنا العربي ليست منع كتب فقط ، أنما  أكبر من ذلك بكثير وهو منع أن تفكر بحرية وهذا سبب تخلفننا عن بقية الشعوب ، البعض يعتقد أن أمامه رقابة حكومة فقط ، لا الأمر اكبر من ذلك فالكاتب مثلي وأمثالي ما أن يمسك القلم إلا ويفكر برقابة الحكومة أولا وبعدها هناك رقابة اشد وهي رقابة المجتمع و رقابة عائلته ورقابة منبعه القبلي ورقابة مذهبه الديني وهويته القومية والدينية لهذا الرقابات تحوم حول رأسه ، لهذا ما خرج من ذهنه على الورق وهو 1% فقط  والباقي  لا يخرج خوفا من تلك الرقابات .
في قرون سابقة في أوروبا كان المجتمع والجهات الدينية هي التي تقوم بدور الرقيب كما يحدث لدينا حاليا  ويُذكر أن أول من تحدى المجتمع والكنيسة اُحرق أمام الجماهير وكانت تهمته هو أن طبع الإنجيل باللغة العامية وليست بلغته الأصلية  وهي اللاتينية .
كتبت هذا بعد أن سألني احدهم لماذا لم يكن لي موقف في التجمعات الأخيرة ضد منع الكتب في الكويت .
________________________
من مدونة الكاتب حمد الحمد  الأربعاء 19 سبتمبر 2018 س 1 و د 11 ظهرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق