سليمان الحزامي .. رحلة
عطاء مُمتدة
كتب : حمد الحمد
_______________
أراه يجلس في ذلك المقعد كما يحدث يوميا في ديوانية رابطة الأدباء ،
يدخل علينا بابتسامة وهو لا يرى وجوه الحضور ، ويخرج ضاحكاً حتى لو أعياه كفاح و
سفر الحياة من مولده عام 1945 وحتى وفاته رحمه الله ببداية فبراير من عام 2016 .
هو الأستاذ الأديب سليمان الحزامي رفيقنا في
الإبداع وفي رابطة الأدباء ، بحثت في
دفاتري عن رجل كافح مسارات حياته في السنوات الأخيرة عندما أصبح لا يرى ما حوله
بعد عمليات في عينيه وانقطع النور عنها ، ولم يتوقف الكفاح ، لم يوقف مسيرته أنما
أكمل مسيرته بتقديم برنامجه الإذاعي والإشراف على مجلة البيان والحضور يوميا إلى
ديوانية الرابطة لا يشكو من الم أو مرض يحاصره ، أنما راح يزرع الفرح والبهجة بمن
حوله ، ويمزح مع هذا الزميل أو ذاك .
اذكر عندما غبت عن الرابطة لفترة أن اتصل
يسأل عني شكرته ، وبعدها رحت ورحنا نسأل عنه عندما توقف عن القدوم إلى الديوانية ،
وعرفنا للأسف انه مريض في رحلة علاج وبعدها عاد ، ألا إن المرض أنهكه حتى أننا لم
نعد نسمع صوته ، وبقى مكانه خالياً رغم أن
روحة وحضوره في الذاكرة ، ذاكرتنا التي تحتفظ بوجوه لها عطاء مُمتد حتى في مسارات
الغياب .
في ذاكرة إبداعنا في الكويت نسجل عطاء الأستاذ
سليمان الحزامي أبوفواز ، فقدم لنا مسرحيات العبث وإلا معقول ومشاركته في لعبة الإسقاط
على الواقع بتميز ، ونذكر فوز مسرحياته
بجوائز لها مكانتها منها مسرحيات يوم الطين ومسرحية بداية النهاية ومدينة بلا عقول
، وهنا لا تتسع السطور لسرد إبداعه الأدبي ، ولكن مكتبتنا الأدبية حتما تشهد على
ذلك .
عندما قدمت العزاء لعائلته أنما شعرت إنني أعزي
برجل لم يغادرنا ، أنما ترك أرثا أدبياً جعله حاضرا في رحلة غيابه .
رحمك الله يا أبا فوز .
_____________________
الكويت في 4 مارس 2016 ،
هذه المقالة كتبتها في هذا التاريخ وأرسلتها لمجلة ما ولم تُنشر للأسف، واليوم
وجدتها تقبع في مخزن ذاكر جهازي اللاب توب ،لهذا أردت نشرها اليوم بتاريخ 6 يوليو
2018 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق